الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

الصحافة

أنا اتخطبت.. مش عايزة أعرف حد!

    أنا اتخطبت.. مش عايزة أعرف حد!

    "أنا اتخطبت ومش عايزة أعرف حد" هكذا كان رد إحدى صديقاتي حين كلمتها لانقطاع اتصالاتها بي لفترة طويلة،
    أدهشني ردها فلماذا تقطع علاقتها بي وأنا فتاة مثلها، فلو كنت شابا لكان الأمر أكثر منطقية، فربما دفعتها غيرة خطيبها عليها أن تقطع علاقتها بأي شاب تعرفه، لكن ما السبب في حالتي وأنا فتاة مثلها؟!
    ظللت أفكر في سبب تصرفها الغريب معي، وحين رويت ما حدث لصديقاتي وجدتها فعلت معهن جميعا مثلما فعلت معي، لكني لم أجد نفس الاندهاش لديهن، بل بدأت كل واحدة منهن تروي لنا موقفا مشابها حدث معها.
    يا أنا يا الـ "فيس بوك"
    بدأت أميرة بالحديث قائلة:"دخلت على الفيس بوك عقب خطوبة "مي" صديقتي لأشاهد صور حفل الخطوبة، ففوجئت أنها حذفتني من قائمة أصدقائها، وبعدها بيومين وجدتها ألغت حسابها الشخصي، سألتها ما سبب ذلك؟ فأجابتني بأن خطيبها خيرها بين استمرار خطبتهما وبين بقاء  حسابها الشخصي على الفيس بوك، وعندما حاولت التفاوض معه للإبقاء على حسابها على الفيس بوك والاحتفاظ بصديقاتها الفتيات فقط رفض بعنف وقال لها صراحةً "يا أنا يا الفيس بوك، أنا ما أقبلش إن خطيبتي يكون لها علاقة ببنات بيدخلوا على الفيس بوك"، فخضعت لرغبته وقطعت علاقتها بكل أصدقائها وصديقاتها على الفيس بوك".
    بعد الخطوبة مفيش صلة رحم!
    أما شيرين فحكت لنا موقفا أكثر غرابة فقالت:"أختي منذ أن تمت خطبتها وهي تتجنب الحديث مع أي فرد من أقاربنا سواء كانوا شبابا أو فتيات، في البداية كنت أظن أن خطيبها هو من طلب منها هذا، لكن حين تحدثت إليها قالت لي:"لا لم يطلب مني أن أقطع علاقتي بأحد، لكني أجد معه كل شيء أحتاجه فلماذا أتحدث إلى أحد غيره؟"، فسألتها بدهشة: هل أنت متاكدة منه لهذه الدرجة لكي تغلقين حياتك عليه وتقطعين صلة رحمك؟، بدون تفكير أجابت نعم، أدركت وقتها أنه لا جدوى من الحديث معها فأنهيت الحوار بيننا".
    يبدو أن الموقف الذي حكته شيرين استفز نهى فقررت أن تحكي لنا هي الأخرى عن أختها فقالت:"أختي لا يوجد مثيل لها، فمنذ تعرفها على خطيبها تغيرت شخصيتها بشكل كلي، فبعد أن كانت شخصية اجتماعية مرحة،على علاقة طيبة بكل أقاربنا سواء كانت صلة القرابة قوية أو ضعيفة كانت تحرص على صلة الرحم، تحولت بعد الخطوبة لشخص منطوي منعزل، لا تتحدث بطبيعتها إلا مع خطيبها، حتى علاقتها بي تغيرت فلم تعد تتحدث إلي أو تشاركني مشكلاتها مثلما كانت تفعل من قبل، فكلما زارنا أحد من أقاربنا وجدتها تدخل غرفتها وتغلق الباب عليها ولا تخرج إلا مع انصراف الضيف، الأغرب في الأمر وجدته حين قمنا برحلة جمعتني أنا وهي وخطيبها وزوجي وبعض من أقارب خطيبها، فوجدتها تتحدث وتمرح كعادتها القديمة مع أقارب خطيبها أكثر مما تتحدث معي".
    خايفة ليخطفوه!
    أما سالي فحكت لنا موقفا من نوع خاص جدا، حكت لنا عن بنت خالتها التي قررت أن تقطع علاقتها بكل معارفها وصديقاتها بمجرد خطبتها فقالت لنا:"كنت أجلس مع بنت خالتي ورن هاتفها المحمول، فوجدتها ترفض الرد أكثر من مرة، فسألتها ليه مبترديش؟، فأجابتني أنا قطعت علاقتي بالبنت دى، فسألتها ثانيةً هل أساءت إليك؟ فقالت:"لا لكني قطعت علاقتي بها وبكل صديقاتي ومعارفي منذ أن خُطبت، فسألتها بدهشة :"ليه" فقالت:" حرصا على استمرار علاقتنا، فماذا أفعل لو رأي إحدى صديقاتي وأعجب بها أكثر مني" وأكملت ضاحكة:" أنا لو طلت أقطع علاقتي بأقاربي كمان هعمل كده"، أصابتني دهشة كبيرة من تفكيرها وظل سؤال واحد يدور بذهني: هل ممكن أن تصل الغيرة لهذا الحد المرضي؟".
    سعادة مزيفة
    وفيما يخص رأي علم الاجتماع تعقيبا على ما سبق تقول د. إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة:"إن قبول الفتاة لتلك العلاقة يرجع لأحد السببين: إما أنها تأخرت في الزواج ووجدت صعوبة كبيرة في الحصول على العريس المناسب، فهي تحاول إرضائه بشتى الطرق خوفا من أن تفقده، أو انها من البداية لم تكن تحظى بحياة اجتماعية سليمة وسوية، فلابد أنها تعاني اضطرابات ما تدفعها لقبول هذه العلاقة المشوهة، فصاحبة الشخصية السوية تسعى لدمج خطيبها في حياتها الاجتماعية وأن تندمج هي الأخرى في حياته الاجتماعية".
    تضيف د. عز الدين:"قد تشعر الفتاة وخطيبها في بداية الأمر بالسعادة، فهي طوال الوقت تهتم به وحده وتحاول ارضاءه، وبالتالي يبادلها هو أيضاً نفس المشاعر، لكن بعد فترة ليست بالطويلة سيدركان أنها سعادة مؤقتة ومزيفة".
    تستكمل د. إنشاد:"على الفتاة التي تتعرض من خطيبها لهذا الموقف أن تعرف أن ثقته بنفسه ضعيفة، ويعاني عقدة نقص، يشعر بعدم تكافؤ بينهما، كذلك الحال بالنسبة للفتاة التي لا ترغب في تعريف خطيبها بصديقاتها خوفا من أن يعجب بإحداهن ، فهي أيضا تعاني نقص الثقة بالنفس، وذلك إما لضعف شخصيتها أو لمعايشتها تجربة سابقة ".
    أما عن الآثار المترتبة عن قبول الفتاة لهذه العلاقة تقول د. إنشاد عز الدين:"للأسف جميع النتائج المترتبة على هذه العلاقة هي نتائج سلبية، فغالبا يظل لدى الفتاة شعور بالحنين لكل من قطعت علاقتها بهم دون سبب وسيؤلمها هذا الشعور كثيرا، ومع طول مدة العلاقة إذا حدثت مشكلة فيما بينهما ستتفاقم لشعوره بفقدانها للسند، وبمرور الوقت تصبح الفتاة شخصية اعتمادية لا تستطيع إنجاز شيء دون الرجوع له، فهو بذلك قد حد من قدراتها وخبراتها الحياتية، وقلل من اندماجها مع المجتمع، وبعد فترة ستفتقد الفتاة للتقدير الاجتماعي الذي يساعد الفرد في تحسين أدائه".


    اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - أنا اتخطبت.. مش عايزة أعرف حد!

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق